من ذكريات لاجئ فلسطيني في
بغداد
( 3 )
أول وفد شعبي فلسطيني يقابل
الزعيم عبد الكريم قاسم وتقديمه المطالب ، اسماء بعض المؤسسين لرابطة ابناء
فلسطين...
بقلم/ رشيد جبر
الأسعد ( أبو محمد )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن سار على نهجه
إلى يوم الدين...
وبعـــــــــد ....
بالرغم من مخزون ذاكرتي فيه الكثير من الذكريات
والمشاهدات وقد كتبت عدة مقالات أو حلقات في طريقها للطبع والنشر ... إن أراد الله
سبحانه وتعالى ...
إلا أن هذه المرة آثرت إلى إن استفيد من ذاكرة
السياسي الفلسطيني السيد محمد حسين الحاج علي (أبو وائل) البرماوي على بعض المشاهد
والمواقف ...
رغم إني في الحلقة الاولى قد ذكرت إن وفد شعبي
فلسطيني استقبل احمد الشقيري، قلت للسيد محمد البرماوي ، الفكرة فكرتي أجرت فورد
على حسابي .. وذهابنا ... تحدث عن هذا الموضوع ، قال تم دعوتي إلى بيت محمد العطا
(أبو رمزي) في الطوبجي وحضر اللقاء رشيد مصطفى الماضي ومحمد البرماوي وفضل الشيخ
شاكر ويوسف سرية وعدد آخر ليبحثوا إرسال وفد لاستقبال الشقيري ولم يوفقوا في
الاتفاق ... بعد احتدام النقاش ... المهم، تنادى لفيف من المثقفين الفلسطينيين بعد
ثورة تموز 1958 لتأسيس رابطة ترعى شؤونهم فكان من الأعضاء المؤسسين للرابطة:
1- شعبان محمود
العلي (أبو محمود)/ جبع – حيفا.
2- محمد حسين
حاج علي البرماوي/ جبع – حيفا.
3- فتحي عبد
القادر ملحــــــم/ جبع – حيفا.
4- عرسان رشيد/
عين غزال – حيفا.
5- مطيع الشيخ
طه/ إجزم – حيفا.
6- محمد الشيخ
توفيق البجيرمي/ إجزم – حيفا.
7- حسن الهاشم
أبو نجاح/ جبع – حيفا.
8- طـــــــه
خضــــر/ إجزم – حيفا.
9- شوقي حيدر
الماضي/ إجزم حيفا.
10-زهدي المرتضى/ جبع –
حيفا.
11-عدوان سلـــــــيم/
إجزم ــ حيفا.
12-محمد مصطفى العيد (
أبو العبد)/ إجزم – حيفا.
13-أحمد هاشم الماضي/
إجزم ــ حيفا.
وقد يكون هناك أشخاص آخرون من المؤسسين لرابطة
أبناء فلسطين، لكن السيد البرماوي ذكر هؤلاء فقط، لدي أسماء كثيرة من الذين عملوا
في الرابطة، لكن لا اعرف هل هم من المؤسسين للرابطة أم لا من أمثال ( رشيد مصطفى
الماضي، يوسف سرية، خالد محمود الذيب، أحمد جبر الاسعد، عيسى خضر، فؤاد سعيد
الخليل، مصطفى الطنيب، نواف أحمد عبد الله الاسعد وغيرهم ) هؤلاء الشباب والرجال
أعلاه، وغيرهم ارادوا تشكيل وفد شعبي فلسطيني لمقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس
وزراء العراق، خاصة بعد أن تعرض الزعيم لمحاولة اغتيال، وأشاع البعض أن
الفلسطينيين هم من قاموا بالاغتيال، وقد وقعت هويتي في مكان الحادث أثناء الاغتيال
والتجمهر...
طلب هؤلاء من السيد احمد محمود شعبان الصحفي (جبع
–حيفا) من أن يتوسط لهم عند مدير تحرير صحيفة الثورة التي يعمل بها احمد الصحفي
ومدير تحريرها يونس الطائي الصديق الشخصي لعبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق
وبالفعل تحرك احمد الصحفي، وعمل لهم يونس الطائي موعدا مع الزعيم وكان اللقاء...
قابل الوفد الشعبي الفلسطيني سيادة رئيس وزراء
العراق الزعيم عبد الكريم قاسم في عام 1959م وبعد محاولة الاغتيال، وكانت مطالب
أبناء فلسطين تتلخص في هذه الامور:
بيان براءة الفلسطينيين من محاولة الاغتيال التي
تفاجأ بها الزعيم وصاح من غرفة أخرى السيد عبد المجيد جليل مدير الأمن، قائلا له:
الآن أصدر بيان وقل إن محاولة الاغتيال هذه قام
بها حزب البعث ... وأرسل شرطة لتحرس ملاجئ الفلسطينيين في محلة تحت التكية
(التوراة) في بغداد.
أما بقية المطالب فهي:
1- الموافقة على
فتح وتأسيس رابطة لأبناء فلسطين ترعى شؤونهم وفق قواعد قانون الجمعيات في الداخلية
العراقية ووفق القوانين المرعية..
2- فتح كلية
الاحتياط لتخريج ضباط ونواب ضباط لأبناء فلسطين.
3- المطالبة
بالسكن.
4- القبول
بالكليات واستثناء من شروط المعدل.
5- مساواة
الفلسطينيين بإخوانهم العراقيين .
6- توظيف أو
تعيين الفلسطينيين الخريجين في دوائر الدولة.
للتاريخ ... للأمانة العلمية.. أقول إن الزعيم
رحب بالوفد الشعبي الفلسطيني ووافق على جميع مطالبهم ووعدهم خيرا، إلا مسألة قبول
الطلاب الفلسطينيين في الكليات بدون معدل ... قائلا لهم:
تريدون مساواة الأخوة الفلسطينيين بإخوانهم
العراقيين هذه المساواة ... العراقي يخضع لشروط المعدل ... والفلسطيني كذلك يجب أن
يخضع لشروط المعدل..
انتهى الاجتماع .. وكان ناجحا ... وتجاوب الزعيم
عبد الكريم قاسم مع جميع مطالب الفلسطينيين .. ما عدا مسألة المعدل...
لكن الغريب في الأمر، والمعلومات من السيد
البرماوي ، أنه بعدها تشكل وفد فلسطيني لمقابلة وزير المعارف آنذاك (أعتقد أنه
إسماعيل العارف أو غيره ) وطرحوا عليه الاستثناء من المعدل مرة ثانية بعد أن كان
حوالي 55 طالبا فلسطينيا معدلهم في حدود (50-52-53) من هؤلاء محمد ناصر الساري
(جبع- حيفا) وعيسى خضر (اجزم حيفا).
قابلوا وزير المعارف قائلين له نحن أصحاب قضية
مقدسة وشعبنا يجب أن يكون شعب علمي ومتعلم ... ولدينا 55 طالب فلسطيني لم يقبلوا
لكون معدلهم بحدود الـ50 ، ونريد الاستثناء من المعدل، وتجاوب الوزير .. وأصدر على
الفور قرارا بقبول هؤلاء الــ55 طالبا بالكليات استثناء من شروط المعدل ، وقبل محمد
ناصر الساري وعيسى خضر في كلية الحقوق وغيرهم من الطلبة..
أيام مضت ... وسنوات مضت ... ولا تزال الأمة
العربية والإسلامية تنادي بتحرير فلسطين والقدس والأقصى ... إنها قضية حية ولن
تموت... جيل يذهب ... ويسلم الأمانة لجيل آخر قادم ... حتى يجعل الله أمرا كان مفعولا
... وما ضاع حق ووراءه مطالب ومقاتل ... ولديه يقين...